هرم سلطان: الجارية التي أخضعت السلطان

اكتشف القصة الملهمة لهرم سلطان، الجارية المجهولة التي انتقلت إلى سلطانة تتحكم في قرارات الدولة العثمانية. المرأة التي غيرت التاريخ العثماني و أنجحت الدراما التركية في مسلسل حريم السلطان.

هرم سلطان: سيدة البلاط العثماني المثيرة للجدل

هرم السلطان (المعروفة أيضًا باسم روكسلانا) هي واحدة من أشهر النساء في تاريخ العثمانيين والتي تركت بصمتها في الشؤون الحكومية والسياسية. كانت أوكرانية، يرجح أن اسمها الحقيقي هو “ألكسندرا ليسوسكا”، اعتقلت خلال إحدى سلسلة الحملات، وبيعت لأحد الوزراء، ثم انتهى بها الأمر في القصر العثماني، حيث أصبح الزوجة الشرعية للسلطان سليمان القانوني.

من جارية إلى سلطانة

من داخل القفص الذهبي، تعلمت كيف أطير

مقولة تُنسب إلى هرم سلطان، تختصر حكايتها في جملة

كانت هرم سلطان فريدة بين النساء الأخريات في القصر. ذكائها القوي و طموحها واهتمامها بمصالحها السياسية جعلتها تتميز بشخصية فريدة. استطاعت الحصول على قلب السلطان وتصبح أقرب شخص إليه ، حتى أنه خالف التقاليد الملكية وتزوجها في زواج مدني، لم يسبق له مثيل في تقليد الإمبراطورية العثمانية.

نفوذها في السياسة والدولة

ساعدت هرم السلطان في توفير حقوق غير حكومية تُعرف باسم “سلطنة النساء”، التي منحت حق النساء في الحكم، وخاصة الأمهات والزوجات، اللواتي بموجب هذا القانون تمتعن بسلطة كبيرة في الشؤون العامة. كان لها تأثير مباشر على قرار السلطان سليمان، فكانت هرم سلطان تتواصل مع السفراء والممثلين الأجانب في الامبراطورية، كما شاركت في مشاريع معمارية وإنسانية وقفية، كبناء الكنيسة والمدرسة والمستشفى. لا يزال أحد أبرز فصول حياة هرم سلطان وجودها في الصراع بين ابن السلطان من زوجة سابقة والصدر الأعظم ابراهيم باشا، الذي أعدم لاحقا. كان يعتقد أن هرم سلطان كانت سببا لهذا الإعدام بسبب رغبتها لمنح ابنها سليم الثاني مقاليد العرش.

إرثها وتناقض صورتها

ينقسم المؤرخون حول هرم السلطان، يجد البعض أنها امرأة طموحة تستخدم ذكاءها للوصول إلى السلطة بطريقة غير تقليدية، بينما يلومها الآخرون الذين يعتبرونها سببا في الدسائس التي حصلت في القصر. ومهما كانت هذه الآراء تظل هرم سلطان امرأة فريدة في تاريخ الدولة العثمانية.

هرم سلطان على الشاشة: صورة درامية جذبت العالم

لأول مرة قدم التلفزيون التركي في عام 2011 المسلسل التركي الشهير “حريم السلطان”، لقد أعاد شخصية هرم سلطان إلى واجهة الحياة، حقق المسلسل نجاحا واسعا في تركيا والعالم.

• تمثيل الشخصية

لعبت الممثلة التركية مريم أوزرلي شخصية هرم سلطان، كان أداؤها الباهر محط الاعجاب. فقد أبدعت في تقديم هرم سلطان في جميع أبعاد شخصيتها، جاذبيتها، ذكاؤها، طموحها السياسي الكبير. في الفصول الأخيرة، قدمت الممثلة وحيدة بيرتشين النسخة الأكبر سنًا لشخصية هرم سلطان.

• الصورة الشعبية لهرم سلطان

قدم المسلسل هرم سلطان كشخصية أساسية في القصر، تقوم بمناورات ذكية لقلب موازين السلطة وأيضا مشاعر السلطان. لم يكن هذا التقديم محبوبا للجميع. فقد رفض بعض الجمهور خصوصا المؤرخين فكرة المسلسل الذي بالغ في تقديم هرم سلطان كشريرة تدسس وتثير الفتن. لقد اعبروا أن الكثير مما قدمه المسلسل لم يكن حقيقيا بل فقط للتشويق الدرامي.

• تأثير المسلسل

نتيجة هذا المسلسل لا يختلف معها أحد. فقد قام بإعادة إحياء شخصية هرم سلطان ومعها إحياء التاريخ العثماني. كما كان سببا في الاقبال على إنتاج أعمال درامية عبر أفلام ومسلسلات تاريخية.

خاتمة: ظهرت هرم سلطان كامرأة قلبت كل القواعد وكسرت كل القيود في زمن لم تكن النساء في القصور إلا ظلالا صامتة ومجهولة، لقد انتقلت من جارية إلى قلب السلطان ومن ثم إلى مقاليد السياسة. شكلت هرم سلطان جدلا في حياتها وحتى بعد قرون من وجودها لازالت تلهم صناع الدراما. بين من يراها شريرة ومن يراها علامة سياسية في التاريخ العثماني تظل هرم سلطان امرأة خالدة في الوعي الشعبي لتركيا.