أناقة و جمال

من القصور إلى العالم: القفطان المغربي يتألّق عالميًا

5
(1)

من قلب القصور المغربية إلى أرقى منصات الموضة العالمية، يواصل القفطان المغربي تألقه كرمز للأناقة والتراث، بتصاميم تجمع بين الفخامة الأصيلة واللمسات العصرية. اكتشفي كيف تحوّلت كل خيوط فيه إلى حكاية تنبض بالأصالة والجمال.

القفطان المغربي: جذور تاريخية ضاربة في القدم

القفطان ليس مجرد لباس… إنه تاريخ يُطرّز بالخيوط، وهوية تُرتدى بكل فخر

في عالم تتغير فيه الموضة بسرعة مذهلة، يظل القفطان المغربي صامدًا كرمز للأصالة والتفرد. إنه ليس مجرد لباس تقليدي، بل قطعة فنية تعبّر عن هوية حضارية عريقة، تجسّد ذوقًا رفيعًا وتاريخًا طويلاً من الفخامة الملكية والحرفية اليدوية الراقية. يُعد القفطان اليوم سفيرًا للأناقة المغربية في المحافل الدولية ومنصات الموضة العالمية. أصل القفطان المغربي يعود إلى قرون قديمة، يتميز بأسلوب مغربي خالص، يعكس تنوّع ثقافات المملكة من الشمال إلى الجنوب. كان في البداية حكرًا على الطبقة النبيلة وأفراد القصر، حيث ارتداه السلاطين والوزراء والنساء من الأسر العريقة. ومع مرور الزمن، أصبح القفطان جزءًا من الحياة اليومية للمغاربة، خاصة في المناسبات الاحتفالية.

فنون الصناعة والتطريز

يُصنع القفطان المغربي من أقمشة فاخرة مثل الحرير، المخمل، البروكار، والتفتا، ويُزيّن بتطريزات يدوية دقيقة تُعرف باسم “الطرز”، التي تنفذ بخيوط الذهب أو الفضة، أو ما يُعرف بـ”الصّْم”. كما يُضاف إليه “العقاد” و”السفيفة” وهي عناصر جمالية وتقنية تُثبت بها الأجزاء، وتُظهر أناقة القفطان وتفرده. يُعد خياط القفطان (المعلم) عنصرًا محوريًا في عملية التصنيع، حيث يتطلب الأمر مهارة عالية ودقة متناهية. يمكنك إلقاء نظرة عن هذا الموضوع في أهم 6 أنواع القفطان المغربي. وكذلك يمكنك اكتشاف أجمل 7 فنون الطرز المغربي.

القفطان المغربي بين الأصالة والحداثة

قفطان النطع الفاسي المغربي

رغم جذوره التقليدية، عرف القفطان المغربي تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث أعاد المصممون الشباب ابتكاره من خلال دمجه مع لمسات عصرية، دون المساس بهويته الأصلية. فأصبح يُقدم بتصاميم حديثة، أحيانًا بأكمام مفتوحة، أو بخطوط أكثر انسيابية، مع استخدام ألوان جريئة ومواد جديدة. هذا التوازن بين الأصالة والتجديد ساهم في انتشار القفطان عالميًا، حتى ارتدته نجمات عالميات على البساط الأحمر.

حضور عالمي متزايد

لم يعد القفطان محصورًا داخل المغرب، بل تجاوز حدوده الجغرافية ليصل إلى منصات عروض الأزياء في باريس، نيويورك، دبي، ولندن. وقد نظمت المملكة المغربية، منذ سنوات، تظاهرات كبرى مثل “قفطان” في مراكش، وهو عرض سنوي راقٍ يُبرز إبداع المصممين ويعكس جمال القفطان في أبهى حلله. كما تحرص الجاليات المغربية في الخارج على ارتدائه في حفلات الزفاف والمناسبات الخاصة، مما يرسخ حضوره كرمز للهوية والانتماء.

القفطان المغربي في قلب المناسبات

كل خيط في القفطان يحكي جزء من جمال المغرب

في كل بيت مغربي، يحتل القفطان مكانة خاصة، خصوصًا لدى النساء. فهو زيّ لا غنى عنه في الأعراس، حفلات الختان، الأعياد، والخطوبة. تُقاس قيمة القفطان المغربي ليس فقط بثمنه أو خامته، بل بالحرفية التي صُنع بها وبالذكريات التي يرافقها. وغالبًا ما تنتقل بعض القفاطين من جيل إلى جيل، لتكون إرثًا عائليًا ثمينًا.

اعتراف عالمي من اليونسكو بالقفطان المغربي

في خطوة تعكس القيمة الثقافية والرمزية للقفطان، حصل المغرب رسميًا في مارس 2025 على اعتراف من منظمة اليونسكو بإدراج القفطان المغربي ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية. هذا الاعتراف لم يكن مجرّد تكريم لقطعة لباس، بل هو تثمين لتاريخ طويل من الإبداع والحرفية التي توارثها الصناع التقليديون عبر الأجيال. القفطان اليوم لا يمثّل فقط جزءًا من الهوية المغربية، بل أصبح رمزًا عالميًا للأناقة المتجذّرة في الأصالة.

خلاصة: القفطان المغربي أكثر من مجرد لباس تقليدي، إنه مرآة لروح مغربية متجذّرة في التاريخ، ومنفتحة على العالم. يجمع بين الحرفية والإبداع، بين العراقة والتجديد، ليحافظ على مكانته كأيقونة خالدة في عالم الأزياء، وكعلامة فارقة في الثقافة المغربية. القفطان، إنها الأناقة المغربية التي لا يزاحمها زمن.

إقرأ مواضيعنا الممتعة في قسم أناقة وجمال

ما مدى فائدة هذا المقال؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 5 / 5. عدد الأصوات: 1

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يضع تقييم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى