طب و صحة

كبار السن: الذاكرة، الحنان، والحق في الاحترام

0
(0)

لا تشكل الشيخوخة مرضًا بل تمثل مرحلة من مراحل الحياة تأتي بعد نضج الشخص فى قبوله ومواجهتة بعد كل المراحل السابقة من العطاء والتجارب التي لاتنسى. هذا مقال تعريفي عن الشيخوخة واحترام كبار السن وكيفية تعاملنا معهم بلطف والاعتناء بهم ومحبتهم.

من هم كبار السن؟

كبار السن هم مَن تجاوزوا الستين أو السبعين من العمر، ولكن الرقم وحده غير كافٍ لوصف تجربة شيخوخة الإنسان. لا بدّ أن هناك ذلك الشخص الذي تمر الساعات والأعوام ويظل شابًا في قلبه، بينما يُهلك الزمن آخرين حتى وهم في شبابهم. الشيخوخة تثقل الجسد: تضعف السمع، تؤلم المفاصل وتحوّل العقل إلى ذكريات … ولكنها تثرثر الروح حكمة ونضجًا وحرية.

كيف يمكننا التعامل مع كبار السن؟

1- الاستماع إليهم باحترام

لا شكّ أن كبار السن أكبر سنًا منّا بالعمر وأكبر منا بالتجربة، فهم جربوا خلال عمرهم كل مرارة الحياة وحلاوتها ويحملون في ذاكرتهم قصصًا أصبر من المصيبة. لا بدّ أن نستمع لهم بصبر، دون مقاطعة أو استعجال، فالانصات ذلك الشكل الأول للحب.

2- عدم السخرية من ضعفهم

إذا نسي كبير السن شيئًا أو سأل نفس السؤال مرارًا، إذاً فلنصبر. النّسيان أحيانًا يكون أكثر ألم له منّا، فلا نزيده بألم بالاستهزاء والغضب.

3- إرجع إلى ذكرياتهم

أرِهم صورًا قديمة، واسألهم عن أيام زمان، وردّد معهم أغاني الطفولة، وحفّز ذاكرتهم نفسيًا وأعد إليهم جزءًا من حياتهم.

4- إعتن بنظافتهم ورعايتهم

بعض كبار السن يحتاجون لمساعدة في أبسط الأمور أكل، لبس، حمام. فلنعاملهم بلطف، دون حذر أو بغض.

5- لا تعزلهم

أصعب مرحلة في حياة كبار السن هي الوحدة، فمهما كان قادرا على ترتيب أموره فإن كبره يحتاج للأنس والأسرة. إجعله جزء من حياتك، وخذه في زياراتك واحتفالاتك، وأشعره بأهميته.

6- أعطهم الحب دون شروط

قد يكون كبير السن سهل الغضب، لا لشيء سوى خوفا أو هلعا من العجز. ليس لهم حاجة إلى أكثر من جلسة رائعة، ومسؤول ساهر، وصبر جميل.

الشيخوخة ليست نهاية إنما قمَّة

في هذه المرحلة من العمر، يفضل الإنسان التأمل والهدوء.
من أراد أن يتعلّم الصبر والحكمة، الجلوس مع الجدّة أو الجد يلقن الحكمة والرقي. كبار السن لا يحتاجون فقط إلى مال أو دواء، بل إلى حنان واهتمام يشعرهم بأنهم في القلب.

في الختام، حينما نحترم الشيخوخة فإننا لا نقدم واجبًا دينيًا أو أخلاقيًا وإنما نعبر عن إنسانيتنا.
من تراه اليوم شابًا سيشيخ يوما، ومن تراه شيخا فقد كان شابا. فلنمنح كبار السن من وقتنا، كما منحونا من أعمارهم.

ما مدى فائدة هذا المقال؟

انقر على نجمة لتقييمها!

متوسط ​​تقييم 0 / 5. عدد الأصوات: 0

لا توجد أصوات حتى الآن! كن أول من يضع تقييم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى